2011/11/10

خارطتي ،

*
 
كنت أفكر بخارطتي التي رسمتها يوماً
وألقيتها داخل حقائب النسيان العتيقة
على رف الحياة،،،
تاهت خطواتي وتاه بي الطريق
وأنكرت الزمان فلم اعرف زماني ،
فكنت في غير الزمان
وتبدل بي المكان
فأنكرت مكاني فلم اعرف مكاني ،
فكنت في غير المكان
ومازالت تتنقل بين حقائبي يعلوها غبار السنين
وذات مساء،وأنا انتظر مطر الشتاء،
أدركت أن ما مضى لن يعود
نثرت حقائب الأحلام والآمال،
ضجيج الماضي يقيدني لأعود بذاكرتي إلى تلك السنين
إلى دوحة حبي القديم، إلى عشقي التليد
الذي يعيش في حنايا القلب
نثرت حقائبي
ورياح الماضي والحاضر تلوذ بي
فعصفت بخارطتي لتعلو بها عالياً
وتلقي بها في قمم الغيوم
ألحقها بوهن موجع كي لا ترحل عني
وبين  أديم السماء وكثافة الغيوم
امسك بخارطتي ، مخلوق رائع
لم أرآه ، لم اسمع صوته
فقط حدثني بصمت... فهمت مقصده
مد لي بخارطتي،
ابتسم ابتسامة عذبة  أحسستها،
وقال : اجتهدي لتحقيق ما بها ،أو دعيها لي احتفظ بها
لم أتمالك نفسي عنفته بشدة ،

 كيف ذلك / وأنت ترى قيود طُهري احكم قيدها
ذلك القابع بأول اسطر خارطتي ورحل
كيف ذلك / ولم يعد هناك ضجيج يغريني
كيف ذلك / وحين تذوقت طعم الخذلان لم استطع
إلا أن انحني من مرارته
إذا بساعده يستقر بين راحة كفيّ وينتظر مني أن أقف ،
لحظتها تشكلت السماء بالألوان غريبة مرتسمة
بإلهام ارجواني ساحر
كنت بحاجة أن اعبر فصل مختلف عن باقي فصول السنة
اقطف الزهر من الخريف
وازرع الشمس دون صيف
واجمع كرات الثلج في الربيع
واقف في الشتاء دون مظلة تحميني
واصنع العجائب لفصلي الثائر،
فتحت خارطتي وقد دونت بها
ضحكات بين ملامح حلم ما
والهيبة بين حلم شامخ
والنجاح بمهد حلم آخر
وثمار حبي بين سُهاد حلم رابع
مليئة هي خارطتي بخزائن الفرح

أعدت قراءة خارطتي،
شددت على ساعده وصوت أنيني يعلو

من شدة ألم قدماي حين أقف
وضجيج الماضي يميل بي،
شددت على ساعده
وأنا اعلم عن حُرمت أن المس يد الغريب
ففردت وشاح طُهري فوق ساعده
تنفست بعمق،
وارتكزت قدماي داخل حذاء الطريق،،
لأجد الفرح يعلو بي لحدود السماء
ومازلت اشد على ساعده بكل قوتي
وأحسست بأنينه يشبه أنيني،
لحظة صمت / استوقفت فيها الأزمنة والأمكنة
وعادت من بعدها الحياة لجسد الطريق
الموئدي لأحلام خارطتي .
،


11/2011


ليست هناك تعليقات: