2011/10/24

إهداء ،



دفء الشتاء
،

ذات يوم
على غير عادتي
كنا نسير ونذرع الطريق
طريق تظلله الأشجار
طريق يمر على كثير من الحقول
كنا في حبور
نستنشق عبق الزهور
توقفت فجأة عن المسير
نظرت لها وتبسمت لتبسمها
كان وجهها مشرقا،جميلا،جذابا
يثير في النفس الغزل
نظرت لسحر عينيها
تشع
حبا،حبورا
وشيء من الألم يكسو ملامحها
هممت لضمها على صدري
تراجعت في خجل
وأطرقت عينيها في الأرض على عجل
مددت كفي برفق علني أجد الدفء
تبسمت في خجل
وسحبت كفيها برفق على مهل
توقفت برهة ،،، أربكتني
نظرت حولي لأزهار الطريق
قطفت أجملها و أينعها
أتيت مهرولاً
تبسمت بخبث جميل
وتمتمت ...أشكرك
وهل تحب الزهر ؟!
جاوبتها : أحبها من اجل عينيك
لتكون رسولي إليك
ضمت أزهاري لصدرها
أغمضت عينيها
تبسمت بحيرة هذه المرة
ثم رمقتني بحنان شعرت به
وتسألت : أولك حديقة؟!
جاوبتها مشدوها : نعم
مالت يميناً وأشارت على حديقتها
بوابة جميلة الطراز
كثيرة النقوش
كثيفة الورود
تشدو الأطيار بها
وتتراقص الفراشات لها
تبسمت ، هززت راسي بحيرة
وتسألت:من تكون؟!
أهي من علية القوم
كيف لها بحديقة كهذه
في مكان كهذا إلا علية القوم
نحن ليس لنا الحق إلا في الطريق
ونراه جنة
استصغرت نفسي لحظتها
كيف أجمع أزهار الطريق لمن يملك الأزهار
ولكن بحق
أشعرتني أن أزهاري أجملها
قالت/ سأحتفظ بها
أجعل منها إكليلا حول عنقي
أرويها بأنفاسي
أغمضت عيني وشردت بفكري بعيداً
يا ترى اتهزاء بي
لا
أنها ليست كذلك
ربتت على كتفي مبتسمة ....هيا
لندخل الحديقة
أشارت بيدها
فتحت أبوابها
أنيرت أضواءها
خطوت في أول دروبها
شعرت برهبة.. وكثيراً من الانبهار
فلتتقدم سيدي
ما أجمل عبق حديقتها
تبسمت في تواضع
أخذت تشير بزهو ، انظر
هذه أشجار نادرة
جلبتها من أعالي الجبال
تذوق ثمارها
وهذه الأطيار
تغني أعذب الألحان
وهذه أزهاري
وهذه جداولي و أنهاري
تذوق ماءها
وهذا المكان لشتائي
وتلك لربيعي
وإن أفل ذاك الربيع!!
لا لا تقرب هذا المكان
فتكون من الخاسرين
هناك أنت
تجلس في جلسات الشتاء
ولما
والربيع قد أفل
قالت:
وإن أفل الربيع
سأجعل له في كل ركن ربيعا
سأنثر العطر إن لم يكن هناك عطر
وأجلب الأطيار لتغني ذكراه
وأغرس الزهر لترقص ذكراه
وأجني الدفء من صرير رياح الشتاء
صرير الرياح
لا
إنه ضجيج حبٍ
تغلغل في أعماق النفس ،،،وأبهج

ما بالك تقدم
اقطف ثمار حقلي
تنفس عبير زهري
تذوق عذب ماء نهري
تجول في أرجاء حديقتي
الله ما أجم
ما أعذب ماؤها
ما أنقى عطرها
ولكن
ما تلك الربوة العالية
قالت : تقدم لترى
سبحانك يا خلاق
ما أجمل هذه الزهرات الثلاث
وما أجمل نسقها وألوانها
ثلاث جميلات
على بساط من سندس
ما هذا البهاء ألوانها عجيبة
زهرتان صفراء تتوسطها زهرة البنفسج
ما أروع هذا المنظر
تقدمت نحو تلك الأزهار
جذبتني بشدة لم أعهدها
قالت :
لا لا تقرب هذا الزهر
فتكون من الظالمين
لك ما في روضي
من أزهار وجداول وأنهار

أنها أزهاري، ثمار حبي القديم
غرستها والربيع يطل علينا بوهج
سقيتها بنهر عذب يرويها
لا لا تقرب هذا الزهر
ولك ما في روضي
لا تطل الوقوف
فمكانك هناك في الشتاء
بقرب اللهيب لنحتذي الدفء
ونتشاكى فراق الأحبة
ويعلو الأنين.

صباح الجمعة
29/10/2011
1/12/1432
8:39:12
شكراً على هذا النص الذي أحيا ابتسامات مختلفة على ملامح حزني . 

ليست هناك تعليقات: